نضيعُ؟
يا ليتنا لو نضيع العمر لا حرجٌ
ولا عتابٌ ولا عيبٌ ولا وجلُ
ولا عذابٌ ولا عقلٌ يحاسبنا
ولا ضميرٌ ولا خوفٌ ولا خجلُ
نغفو على حُلُمٍ لا نستفيقُ ولا
ندري بما حولنا يجري ولا نسلُ
نضيعُ؟
وما الضّياع أسحر في جوارحنا؟
يقودنا كيفما يبغي ونمتثلُ
ينادمُ الروحَ لا راحٌ ولا وترٌ
ويأسرُ العقلَ لا قيدٌ ولا عُقَلُ
ويُسكرُ النفسَ يغريها ويغرقها
للصحوِ لا حللٌ تجدي ولا حيلُ
نضيعُ!
أبا لضّياع مثالٌ خارقٌ حُرمتْ
منه العقول وتاهت حوله المثُلُ
أم الحياة حياتان تصارعتا
أولاهُما الصحوُ والأخرى هي الثملُ
فإن رجِعنا لأولاها فيا هلعاً
يا نادماً بعدما الندمانُ ترتحلُ
نضيع!
أللضياع مقاييسٌ بعالمنا؟
وأي علم إلى أسراره يصلُ
لجٌ عميقٌ به حارتْ مراكبُنا
يضيعُ فيه النهى والفكرُ والجدلُ
موج يدور إلى الشطآن يحملنا
يخاف يقظتنا تودي فينتشلُ
نضيع!
وما الضياع؟؟ ألا ضعنا وضاعَ بنا
ما نرتجيه وضاعتْ حولنا السبلُ!
نطوفُ عبر خيالٍ لا حدودَ له
على جناحٍ من الإحساس ننتقلُ
ما العمر غير أحاسيسٍ نعيش لها
فإن هي ارتحلتْ فالعمر مرتحلُ